المرأة الفلسطينيّة في غزّة تحت حرب الإبادة.. ومنظمات النساء في العالم لا ترى !!واقع مأساويّ وأوضاع مزريّة جدّا تعيش في ظلّها المرأة الفلسطينيّة في قطاع غزّة تحت وطأة الاحتلال والحرب المدمّرة التي تشنّها اسرائيل على القطاع الصامد والمقاوم.. هذه الوضعيّة الكارثيّة لواقع المرأة في غزّة تطرح أسئلة عميقة زمحرجة حول جدوى النضال العالمي من أجل حقوق النساء في مختلف بلدان العالم حيث بات واضحا أنّ هذه النضالات العالميّة تهتم بكل شيء إلا بوضعيّة المرأة الفلسطينيّة المنكوبة، لا بل إن المرأة الفلسطينيّة خاصة في غزة ليست من اهتمامات النضال النسوي العالمي وكأنّ المرأة في غزة غير موجودة أصلا.. انه النفاق العالمي والكيل بمكيالين في الدفاع عن حقوق النساء في العالم وحقوق الشعوب عموما..
أرقام خياليّة وواقع مأساويّ:
لم تسلم المرأة في قطاع غزة من ويلات الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع منذ 7 أكتوبر ، فيما تتوارد أرقام كارثية من أكثر من جهة تعكس المأساة التي تعيشها. وعلى مدار أكثر من تسعة أشهر من الحرب المدمرة، تعرضت المرأة في قطاع غزة لمختلف أشكال العنف، بما في ذلك القتل والإصابة والتشريد والاعتقال والفقدان، فضلا عن تدمير منازلهن.
يُضاف إلى ذلك ظروف قاسية تعيشها في ظل الحرب المدمّرة ضدّ قطاع غزة، حيث تجد المرأة الغزاوية نفسها مضطرة للتعامل مع نقص الإمدادات الأساسية مثل الماء والطعام والدواء، إضافة إلى تدهور البنية التحتية وانعدام الخدمات الصحية.
قتل واعتقال ونزوح:
خلال الحرب فقدت آلاف النساء في غزة حيواتهن، فيما باتت آلاف منهن في عداد المفقودين، وتعرضت أخريات للاعتقال على يد الجيش الإسرائيلي.
وحسب أرقام للأمم المتحدة أصدرتها في اليوم العالمي للمرأة في 8 مارس المنقضي فقد بلغ عدد القتلى من النساء جراء الحرب 8900 وذلك خلال الخمسة أشهر الأولى للحرب، كما بلغ عدد المفقودات 2100 سيدة، فيما أُصيب أكثر من 23 ألفًا بجروح جراء الحرب.
وكان المكتب الحكومي في غزة قد كشف خلال نفس الفترة أن مليون امرأة فلسطينية أصبحن نازحات ويعشن في مراكز النزوح في غزة، تاركات خلفهن منازلهن تحت وطأة الدمار والخراب. وإضافة إلى ذلك، اعتقل الجيش الإسرائيلي العديد من النساء أثناء توغله في قطاع غزة، وما زال مصيرهن مجهولًا حتى الآن.
وذكر المصدر أنه إلى حدود شهر مارس هناك نحو 60 ألف سيدة حامل في غزة يعانين من نقص الرعاية الصحية جراء الوضع الصحي المتردي بسبب الحرب؛ مما يعرض حياتهن وأجنتهن للخطر.
وفي السياق ذاته أصدرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة إحصائية عن المرأة الغزاوية في ظل الحرب، تتضمن أرقامًا كارثية. حيث حذرت الهيئة الأممية في إحصائيتها الصادرة مطلع مارس/آذار من أن “كل يوم تستمر فيه الحرب في غزة، بالمعدل الحالي، سيتواصل قتل 63 امرأة في المتوسط”. وأضافت أن إسرائيل تقتل نحو 37 أمـّا في غزة كل يوم؛ مما يدمر حياة أسرهن ويقلص حماية أطفالهن. وإضافة إلى ذلك فإن ممارسات التجويع الإسرائيلية هي الأخرى تزيد من العبء الواقع على النساء الغزاويات، وفق إحصائية هيئة الأمم المتحدة للمرأة حيث أفادت 4 من كل 5 نساء في غزة (84 بالمئة)، وفق الهيئة الأممية، بأن أسرهن تأكل نصف الطعام مقارنة بما اعتادت عليه قبل بدء الحرب.
وتلجأ بعض النساء الآن إلى آليات تكيف شاقة ومأساويّة، مثل البحث عن الطعام تحت الأنقاض أو في صناديق القمامة، بحسب الهيئة. وبينت الهيئة الأممية أن 10 من أصل 12 منظمة نسائية شملها الاستطلاع في غزة تعمل جزئيا، وتوفر خدمات الاستجابة الطارئة الأساسية. وقالت الهيئة الأممية محذرة: “ما لم يكن هناك وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، فإن مزيدا من الناس سيلقون حتفهم في الأيام والأسابيع المقبلة”. وشددت على ضرورة أن يتوقف القتل والقصف وتدمير البنية التحتية الأساسية في غزة، ودخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع وعبر جميع أنحائه على الفور”
ضغوط نفسية كبيرة:
كما تواجه الغزيّات ضغوطًا نفسية كبيرة؛ حيث يجدن صعوبة في الحصول على وسائل حماية صحية خلال فترة الحيض بسبب ندرة وجودها؛ مما يتسبب في إحراجهن ويعرضهن لظروف محرجة. وحسب إحصائية حديثة للأمم المتحدة، يوجد في قطاع غزة أكثر من 690 ألف امرأة وفتاة في سن الحيض بحاجة ماسة إلى وسائل حماية صحية في فترة الدورة الشهرية، إضافة إلى الحاجة للمياه النظيفة والمراحيض والخصوصية.
ويأتي ذلك بينما قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” عبر بيان أصدرته أواخر شهر جانفي الماضي، إنها “لسوء الحظ، لا تستطيع تلبية الطلب المرتفع على مستلزمات النظافة الشخصية بغزة، حيث إن المخزون إما قد نفد تمامًا أو وصل إلى مستويات منخفضة للغاية”. وتعود هذه الندرة من لمستلزمات النساء والفتيات لخطر الإصابة بالتهابات الجهاز التناسلي والمسالك البولية، ومخاطر صحية أخرى، وفق تحذيرات مسؤولين صحيين في القطاع.
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 حربا قذرة ومدمّرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى طلب مثول كبار المسؤولين الإسرائيليين أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.