إذا سألت أي رجل عن أكثر شيء مزعج في النساء لأجاب على الفور أنهن كثيرات الثرثرة، ورغم إثبات التجارب الإنسانيّة لذلك، فإنه من منظور العلم ليس دائما صحيحا، وهو بحاجة إلى مزيد الإثباتات العلميّة. ويرى بعض المتخصصين في علم النفس السلوكي أن كثرة الكلام عند أيّ شخص سواء كان رجلا أو امرأة ليس عيبا بأيّ شكل من الأشكال بل لعلّه فضيلة أنعم بها الخالق علينا نظرا لدور الكلام في الشفاء الروحي للإنسان.
ماذا يقول العلم؟
أثبتت دراسة اجتماعية أمريكية أن السبب الرئيسي في ثرثرة المرأة أكثر من الرجل، هو وجود هذا البروتين داخل المرأة، مما يجعلها تتحدث أكثر من الرجل، كما أنه يتواجد بنسبة كبيرة داخل جسمها منذ صغرها، وقد تم بالفعل فحص 10 أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 3 و5 سنوات، وأثبتت من خلال الفحوصات والدراسات السابقة عليهم، أن نسبة بروتينFoxp2 لدى الإناث أكثر منه لدى الذكور بنسبة 30%، لذا توصل العلماء في جامعة ميرنلاد الأمريكية إلى أن المرأة تلفظ حوالي 20 ألف كلمة مقابل 7 آلاف كلمة يتلفظ بها الرجل يوميًا.
القدرة على خلق الكلام:
أثبتت الدراسة نفسها أن المرأة تستطيع تعلم المزيد من اللغات أكثر مما يتعلّمه الرجل، إلى جانب تفوقها في اكتساب اللغات بمهارة أسرع مقارنة بالرجل، وهذه السمات متصلة بالرجل والمرأة منذ مرحلة الطفولة وحتى مرحلة البلوغ ومرحلة المراهقة، ونجد أن المرأة أفضل من الرجل في جانب تعلّم الحروف والنطق وكذلك من ناحية الثورة اللفظية وطلاقة اللسان، وكذلك في قدرتها على التفكير والفهم الواعي للأمور والإدراك، ويعود ذلك إلى تفوق المرأة في نضج الجهاز العصبي عند النساء. وأظهرت الدراسة كذلك قدرة المرأة على تكوين الكثير من العلاقات الاجتماعية، فهي لا تبخل بالوقت والجهد لاكتساب المزيد من الصداقات، لذلك فإن المرأة أكثر اجتماعية عن الرجل.
هل صحيح أن الرجل أقل ثرثرة؟
توضح بعض الدراسات التي أجريت في الغرض أن الفارق بين عدد الكلمات التي يتلفظها الرجل والكلمات التي تتلفظها المرأة ليس كبيرا، وهو ما يؤكد أن المرأة ليست دائما ثرثارة أكثر من الرجل. وأثبتت دراسة أجريت في واشنطن أن المرأة تتلفظ يوميّا 16215 والرجل يتلفظ 15669، ويعني ذلك أن الفارق بينهما محدود وليس كبيرا، وهو لا يثبت أن المرأة أنها ثرثارة أكثر من الرجل. كما أثبت العلماء بناءً على هذه الدراسة أنه ليس هناك أي مؤشرات صارمة تثبت أن المرأة ثرثارة أكثر من الرجل، وأن هذه الأرقام بعيدة كل البعد عن الادعاءات بأن الرجل أقل ثرثرة بكثير من المرأة.
وأخيرا ومهما كانت الحقيقة العلمية فإن الكلام يخاطب الوجدان ويشفي الجراح، فلا تقتلوا الكلمات في صدور النساء وأتركوا لهن الحرية في الحديث، وأعلم جيدا عزيزي الرجل أن حديث المرأة وفضفضتها لك لا تقدر بثمن، وأن المرأة الثرثارة أفضل بكثير من المرأة الصامتة التي يضيع عمرك في التكهن بما يدور في ذهنها.