Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

المنحرف النرجسيّ أو قاتل النساء..

المنحرف النرجسيّ أو قاتل النساء..

كيف يفكّر ومن ضحاياه؟

يذهب الكثير منّ النساء نتيجة عبث الرجال بمشاعرهنّ.. وقد تقرّر المرأة فجأة منح قلبها لشخص تظنّه ملاذها الأخير وسندها الدائم في الحب والمشاعر والاهتمام وفي مصارعة الحياة، ولكن يا لهول المفاجأة في العديد من الأحيان لأنّ من ظنت أنه كذلك أثبت لها أنه مجرد أنانيّ وما حبّه لها سوى رغبة في الامتلاك وجعلها كالعبيد..

هذه الظاهرة الاجتماعية تسمّى في علم النفس الاجتماعي “الانحراف النرجسي”، وهو سلوك يمارسه البعض من الرجال لإلحاق الأذى بامرأة تحبّه، وذلك بطريقة فيها الكثير من الإذلال حيث يستغلّون الحب الجارف فيمارسون على المرأة الساديّة ويتلذّذون بتعذيبها..

طبيعة العلاقة مع المنحرف النرجسي:

تتخذ العلاقة مع المنحرف النرجسي طابعا شيطانيا، ففي البداية، يتعامل مع فريسته بأساليب جيدة، توحي لها كل الإيحاء أنها محور حياته وأنه لا يمكنه الاستغناء عنها. إنها جد فخورة بأن تكون الفتاة “المختارة” الحائزة علـى اهتمامه من بين الكم الهائل من الفتيات اللواتي يحيطهن به ويحرص طبعا المنحرف النرجسي على إبقاء رصيده التعارفي مع العنصر النسوي في تصاعد لأن هذا يشكل جزءا من الخطة. إنّ المنحرف النرجسي السادي هو ذو تركيبة نفسية غير سوية، وبالتالي علاقته بالأنثى هي علاقة مرضية عقيمة: إنه يسعى لإعادة إنتاج التعايش الضائع والمفقود في حياته معها في حين يخشى الإدمان عليها لأنه حسب أخصائيي علم النفس فإنّ هذه الشخصية لم تتجاوز عقدة أوديب بعد. إنه إنسان فارغ المحتوى، وليس له هوية خاصة به، فيحاول أن يملأ نفسه بمضمون فرائسه التي يختارها بفائق الدقة.

ولدى المنحرف النرجسي حاجة حيوية من شريكته، والذي لا يعتبره “كائنا”، إنما “شيئًا” للاستغلال أو “وسيلة” لتحقيق مراده مهما كانت دناءته، فهو ميكافيلي في غاية الإيمان بمشروعية ما يقوم به لكي يصل إلى غاياته. وبالتالي لا يجدي الجدال معه نفعا.. وهو يستخدم بعض “أجزاء” ضحيته عند الضرورة (بعض صفاتها، أفكارها، رغباتها، شغفها، مشاريعها.. عندما يناسبه).. وجلّ نجاحاته هي محصول علاقاته الاستغلالية وهي لا تعكس قدراته أو مجهوداته.

والملاحظ أنّ المنحرف النرجسي ليس على وعي بتصرفاته. وأولى صفاته هي الإنكار (وهي آلية دفاعية مميزة للنرجسي)، تسمح له بعدم رؤية الحقيقة. فأما إذا كان الشخص النرجسي تورط في تأسيس عائلة، فذلك لأن الأعضاء (الزوجة / الأبناء) سيشكلون فقط صورة جميلة للجمهور كوسط إعلامي مزخرف. إنهم يساهمون في تثمين شخصيته الضعيفة أمام المجتمع، لذلك فاختيار المواصفات الخارجية لزوجة لن يكون من عبث.. سيبحث عمن تفوقه سُلّما احتماعيّا وهمنيّا وأجرا و جاها وسلطة، فهو إنسان مادي سطحي تغريه الأشياء النفيسة.

تدمير الشريكة ثمّ تدمير الأبناء:

يستطيع المنحرف النرجسي بكل بساطة التخلي عن شريكة حياته بعد تعذيبها وإلحاق الأذى بها، ويستطيع كذلك التخلي عن الأبناء أو تجاهلهم أو حتى تدميرهم دون أدنى تردد، وذلك خاصة إذا لم يقوموا بدورهم في خدمته بشكل جيد. والمنحرف النرجسي يفرض وجوده فقط من خلال صورته، لذا ستجدنه لن يفوت الفرص في المحافل التي تشهد حضورا مهمّا. فتلك فرصته الذهبية كي يفرض سيطرته على الجميع ويكون محط الأنظار. فهو المندفع الجريء بامتياز، حيث يبدي حبا استحواذيّا ليبرز نفسه كأنما يلقي “عرضا”. إنه لا يشعر بحب شريكته. وببساطة فإنّ المنحرف النرجسي “لا يحب”، بل هو “يمتلك” فقط.

من هي زوجة المنحرف النرجسي؟

إنّ زوجة المنحرف النرجسي في العادة هي امرأة “رائعة” وخدومة وعفوية وجميلة وحساسة ونابضة بالحياة. ومن هنا فهو يرى فيها فقط أداة مهدئة لأزماته اليومية ومصدرا يمنحه قيمة مضافة. ولذلك، فإنّ النرجسيّ، في بداية العلاقة، وطالما أنه يستطيع استيعاب صفاته، يمنح ضحيته الانطباع بأنها محور حياته، إلى أن تستشعر بعمق “الحاجة الحيوية” التي يحملها المناور المرضي لها. وهذا يتجاوب وحاجتها، لتكريس نفسها له كي يشعر بذاته، وهنا تُخلق “الثغرة”، أي الانطباع بأنها “ضرورية” من أجل رجل “مثالي” يعكس لها إلهام الحب المثالي. غير أنه، عاجلاً أو آجلاً، لن تعد الفريسة كافية لإطعام المفترس. مستغلة، مستهلكة أفرغت من كل محتواها دون علمها، إلى أن تصبح في نهاية المطاف منتهية الصلاحية. حيث إنّ مرحلة المثالية الموجودة في معظم العلاقات الرومانسية، والتي هي شديدة للغاية في حالة الوقوع في علاقة مع منحرف نرجسي، تتطور تدريجيا لتتحول إلى جحيم لا يطاق. ولم تعد الفريسة محور حياة جلادها كما كانت سابقا، فقد أصبحت شيئًا مبتذلًا، عديم الفائدة.

أساليب غريبة ونزعة مرضيّة:

سيبقى المنحرف النرجسي غامضاً في العديد من الموضوعات حتى يكون قادراً على المناورة بسهولة أكبر. يمزج باستمرار بين الأكاذيب والواقع. يحاول عبر تصرفاته والكلمات “القاسية” غير القابلة للكبح، تخدير “ألمه” بإثارته في شريكته. ووفقا لسرعته في العثور على فريسة أخرى، يتم طرد الضحية من حياته دون عاطفة بل باضطهاد قد يصل حتى الإبادة.وهو “ينكر” الحقائق، “ينقض” ما يقوله، يجعلك “تشعر بالذنب” في غالب الأحيان وأنت لم ترتكبي أية ذنوب، إنّه “يهينك” كلما سنحت له الفرصة. ليس لديه أي تعاطف وليس على علم بحماقاته. انه فقط يحتاج إلى إذائك. إنه قاسي بشكل لا يصدق. فكأنما لكونه طاغيّة وساديّا يزيده حضورا وإثباتا للوجود. وقد تختلف مدة استمرارية العلاقة من شريك لآخر، وشدة مرحلة التدمير كذلك، لكن النمط دائمًا هو نفسه: فإما تكون الفريسة مكتئبة (علاقة طويلة) أو مدمرة (علاقة قصيرة).

ورغم أنّ نشأة علاقة الحب بين المنحرف النرجسيّ وحبيبته تبدأ دائما “كحكاية خرافية”، إلا أن ذلك يتحول عاجلا أم آجلا، بشكل غير قابل للإصلاح، إلى كابوس. ولا يجد المنحرف النرجسي بينه وبين نفسه الارتياح على المدى الطويل. فيستنسخ من جديد مع كل فريسة جديدة نفس النمط في العلاقة. من ناحية أخرى، يمكن للضحية العثور على التوازن النفسي بعد هذه التجربة الكارثية، وذلك بترويض النفس على عدم التسرع وبالتالي كبح كل إحساس والتحفظ في المشاعر إلى حين التأكد من استحقاق الطرف الآخر.

The Princess Magazine, Monthly Magazine in Huoston

© 2024 The Princess Magazine. All Rights Reserved. Design and Hosting by CodeYea.com

Sign Up to Our Newsletter