Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

عشر سنوات…

عشر سنوات ولربما أكثر.. لم أكتب شيئا..
كنت حينذاك روحا أخرى… كعصفورة صغيرة لم يقو جناحاها بعد، ولطالما حلمت بالطيران بعيدا…
كنت حينها طفلة لم تدرك بعد معنى الحياة، معنىِ أن تقاوم، أن تعيش… وأن تظل على قيد الحياة، وأن تتعلم المشي فوق جراحها. قصتي يا سادتي الكرام، لم أدرك إلى هذه اللحظة كيف كانت بدايتها، فكل ما أذكره أنني لا أريد أن أذكر شيئا. لا أعرف ماذا حلّ بي الآن، وماذا حلّ بالذاكرة اللعينة، التي كلما اعتقدت أنني فقدتها نخزتني وخز الإبر، وسيطرت على حواسي الخمس، فلا الأديم يسعني ولا السماء ترفعني.

الكُتّاب عادة ما يكتبون بدافع الحزن أو دافع الفرح، فالكتابة فن لا يعرف الحياد، إنها كالحرب تماما، إما هزيمة وإما انتصار. أما أنا فلقد تجمّدت روحي إلى حدّ لم يعد شيء بالكون يحزنني أو يفرحني. أعيش وقد جردتني التجارب الأمل في كل شيء، الحب، السلام، والنصر…

على أنغام السمفونية التاسعة لبتهوفن، أراني وقد تعرّت روحي، وباتت ترقص وتشرب نخب كل نكبة وعاصفة هوجاء مرّت بها كآلهة إغريقية تدعو زوربا أن يأتي ليشاركها رقصته الأشهر، وتستمر الروح بالرقص مع استمرار الموسيقى، تدور حول نفسها وكأنها صاحبة الزمان والمكان. ويستمر بيتهوفن، أبولو جميع العصور، تارة يعلن الحرب وتارة أخرى يعلن السلم، خالقا بموسيقاه جدلية الأزل والعدم أو جدلية الخير والشر. للحظة ما أحسست وكأنني على وشك الوصول إلى نشوة ما قبل الكتابة، أو نيرفانا الكتابة كما أحبّ أن أطلق عليها، ولكن تتلاشى أمامي على غفلة منّي كأفكار مبعثرة على حافة دفتر مهمل يتيم.

The Princess Magazine, Monthly Magazine in Huoston

© 2024 The Princess Magazine. All Rights Reserved. Design and Hosting by CodeYea.com

Sign Up to Our Newsletter