من المهم أن يكون كل إنسان مهما كان دينه أو معتقده أن ينفتح على الآخرين ويحترم مشاعرهم الدينيّة.. لكن قد يصل البعض إلى مشاركة ذوي الأديان المختلفة عنه ممارسة شعائهم الدينيّة. ومن ذلك هذه الظاهرة التي برزت في العديد من أنحاء العالم، حيث بدأ عدد متزايد من غير المسلمين بتوثيق تجاربهم الخاصة في صيام شهر رمضان، بالرغم من أنهم لم يعتنقوا الإسلام. واختار هؤلاء صيام رمضان لمعرفة المزيد عن الإسلام ومعرفة البعد الروحي الذي ينطوي عليه هذا الشهر المقدس لدى المسلمين.
وتحدّث الكثيرون عن دعم صديق مسلم أو مجتمع مسلم كسبب لمشاركتهم المسلمين صيامهم، بينما يقول آخرون إنهم خاضوا التجربة لأنهم يعيشون في دولة ذات أغلبية مسلمة.

ومن أبرز ما انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي خلال شهر رمضان المنقضي وتناقله مسلمون هو مقطع فيديو لمصورة عربية أيرلندية من عائلة مسلمة وكاثوليكية وهي تمارس شعيرة الصوم طيلة شهر رمضان، وتقول إنها “عندما تصوم، تشعر بإحساس هائل من صفاء الذهن وتصبح أقل قلقاً”. وتوضّح: “خلال شهر رمضان، أجد نفسي مضطرة للتباطؤ. أنا ببساطة لا أملك الطاقة لمواصلة العمل بسرعة مجنونة كما هي الحال في باقي أيام السنة”.

وتنقل بعض المواقع الصحفيّة العالميّة عن مدير مركز الدراسات الإسلامية في مدرسة لندن للدراسات الشرقية والأفريقية أن تعريف المزيد من غير المسلمين بالإسلام وتقاليده الاحتفالية مثل رمضان يمكن أن يمنحهم نظرة أكثر إيجابية عن الدين الإسلامي.

والمعلوم أنّ المشاعر المعادية للمسلمين تُعتبر شكلاً سائداً من الكراهية، وقد عيّن الاتحاد الأوروبي وكندا مسؤولين مكلفين بمعالجتها، بينما أصدر مجلس النواب الأميركي تشريعا عام 2021 لتعيين مبعوث خاص برصد ومكافحة الإسلاموفوبيا في جميع أنحاء العالم. ويرى البعض بأنه يجب تشجيع دمج غير المسلمين في هذا الشهر، لنشر شعور من الألفة والفهم للمسلمين، خصوصاً في المجتمعات الغربية، بعد موجة الإسلاموفوبيا التي عرفها العالم إثر هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 والتي تزايد فيها كره المسلمين في بعض الأوساط الاجتماعيّة خاصة في دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكيّة.