Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

كن صديقي، ولا تفكر في الحبّ والجنس معي!!

كن صديقي، ولا تفكر في الحبّ والجنس معي!!

مَنْ مِنَ النساء لم تهزّها صرخات ماجدة الرومي في أغنيتها الشهيرة “كن صديقي” خاصة عندما تقول: “لماذا تهتمّ بشكلي ولا تدرك عقلي..”؟؟ وهي في الحقيقة صرخة أنثويّة في وجه الرجل الشرقي الذي لا ينظر عادة للمرأة إلا كشكل أو جسد، وذلك بسبب ثقافة موروثة تحطّ من شأن المرأة ولا تراها ندّا للرجل في أيّ شيء.. وفي هذا السياق أردنا أن نتساءل: هل يمكن بناء علاقة صداقة متينة وحقيقيّة بين الرجل والمرأة قوامها الاحترام والصدق والتعاون بعيدا عن كل أشكال الحب والعواطف والجنس..
ففي مجتمعات تحثّ المرء على تأسيس أسرة كلاسيكية، مكوّنة من أب وأم وأطفال، يشغلنا أكثر البحث عن شريك أو شريكة. فهذا “الهاجس” يعطي اعتباراً لعلاقات الحب الحميمية ما بين الرجل والمرأة، أكثر مما يعطي اعتباراً لعلاقات الصداقة، والتي بإمكانها أيضاً أن تكون مصدر شكّ مجتمعي، حيث تحديات “قبول” الصداقة التامّة والمطلقة بين الرجل والمرأة.

يثيرنا عادة هذا السؤال: “هل الصداقة بين الرجل والمرأة، ممكنة؟”.. والأكيد أنّ ذلك يعود إلى العلاقات “المتوترة تاريخياً” بين الرجال والنساء، أي الذين ينجذبون جنسياً وعاطفياً لبعضهم البعض. وبالتالي، مفهوم الصداقة المقصود هو كل شيء خارج إطار الحب والجنس والزواج. أبحاث عديدة انشغلت بالسؤال، ومنها الحديثة التي أفادت أن هنالك حقيقة ما في وجود صداقة ما بين الرجل والمرأة، وأن النساء والرجال قادرون على أن يكونوا “أصدقاء فقط”، إلا أن ما أُطلق عليها “بالفرصة” أو “باحتمال” لرومانسية ما، أو شكل ما من الحميمية العاطفية أو الجسدية، بإمكانها أن تنتفض في أي لحظة، وعادة ما تُغيّر “مسار الصداقة”. بل إنّ البعض يذهب إلى القول: “كلما اجتمع رجل وامرأة، كان الشيطان ثالثهما”..

هذه المقاربات بإمكانها أن تأخذنا إلى نقاشٍ آخر، حول ماهية الصداقة، وهل الحميمية التي تتطوّر مع صديق هي ليست شكلا من أشكال الصداقة؟ دون أن تتحوّل العلاقة إلى عاطفية أو شراكة ما. لكن هذا موضوع آخر. وبالعودة إلى الأبحاث الحديثة، التي لا تختلف نتائجها، نوعا ما، عما كانت تقوله لنا جدّاتنا، فإنها أشارت إلى أن الأمر قابل لأن يكون حقيقة، وذلك إن “منع” الصديقين احتمالات أخرى أو لم يفكرا بأي احتمال آخر غير الصداقة، وهنا مساحة الإرادة والقرار تحضر بالتأكيد. طبعا للموضوع رواسب وسياقات متنوعة، مرتبطة أيضاً بمفهوم الصداقة عموماً في مجتمعاتنا خاصة العربيّة. ولا أعتقد أن هنالك إجابة واحدة عن السؤال، لكنني أعتقد أنه لكل منا تجربته مع العلاقات والصداقات، هنالك من يقول بأن الصداقة بين الرجل والمرأة ممكنة، وهنالك من خاب ظنه أو خاب ظنها من كل صداقات الجنس الآخر، وهذه حقيقة أيضاً. هذا يعيدنا إلى الحلقة المحورية والتي تصبّ في تركيبة شخصيّة الإنسان نفسه، أفكاره وموروثه عن مفهوم الصداقات والجنس الآخر… ولربما اليوم، وفي عصر الإنترنت و”الانفتاح” إلى العالم بشكل ما، يعيش الجيل الجديد مفهوما آخر من الصداقات بين الرجال والنساء، فيها من الحقيقة أكثر مما قاله لنا موروث ثقافي ينفي هذه الإمكانية.

لكن بالتأكيد، هنالك حقيقة أخرى يجب عدم تجاهلها، وهي أيضاً نتائج إحدى الأبحاث الحديثة، والتي تقول، أن بإمكان صديقين، رجل وامرأة، يعيشان صداقة حقيقية، لكن كل منهما يرى نفس العلاقة، بمنظور آخر. وإن لم تزد هذه الفكرة العلاقة تعقيداً، فهي قادرة على أن تثريها، كما تثري حياتنا الصداقات الحقيقية، بين الجنس الواحد أو مع الجنس الآخر.

The Princess Magazine, Monthly Magazine in Huoston

© 2024 The Princess Magazine. All Rights Reserved. Design and Hosting by CodeYea.com

Sign Up to Our Newsletter