Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

مات الشعراء.. وتوقفت قلوب النساء عن النبض !!

مات الشعراء.. وتوقفت قلوب النساء عن النبض !!

طوال قرون ظلّ الشعراء يبسطون سلطتهم الغزليّة على النساء خاصة تلك الفئة منهنّ التي تطرب قلوبها للشعر الغزليّ الذي يخترق القلوب ويأسرها. ولكن هل مازال اليوم الشاعر قادرا على شدّ قلوب النساء في وقت تغيّرت فيه المفاهيم وانقلبت رأسا على عقب؟

المشكلة الأساسيّة التي يعاني منها أغلب الشعراء في هذا العصر هي عدم تسمية الأشياء بمسمّياتها الحقيقيّة، وميلهم دائما إلى الاستعارة للتلميح دون التصريح.. وهناك عديد الأعضاء في جسد المرأة يرفض الشعراء ذكر اسمها صراحة وعلنا..

الحلمة والنهدان والشفتان:

ليست “حبّة” رمان. ليست حبة بُنٍّ أو حبة عنب أو حبة زبيب، ولا حتى حبة كرز. لقد ابتكر الشعراء للحلمة أسماء وتشابيه هرباً من اسمها ووقعه. ولو كان للحلمة صوت، لطالبت بالكف عن استخدام أسماء بديلة لها، مكتفيةً باسمها: حلمة. اعتبروها مؤنث الحلم، وللذكر نصيب منها أيضاً، واكتفوا باسمها ممثلاً حصرياً عنها، وعن جمالها الذي يظن الشعراء أنهم يتغنون به عندما يختارون لها من جنّة الخضروات والفاكهة أسماء وتشابيه. وبإمكان الشعراء أيضاً استخدام مفردة “بزّ”. قد تبدو مفردةً عاميةً ولكنها فصيحة، هذا في حال كانت العامية حاجزاً بين “رقيِّهم” وبين العامية التي قد يجدون أنها سوقية، ولا تليق بعضوٍ بجمال الحلمة. الحلمة والبزّ مفردتان فصيحتان لا يعيبهما حرف.

ولم يترك الكُتاب والشعراء عضواً إلا حاولوا تشويهه باختراع تشبيه له. حوّل الشعراء أجساد النساء إلى أجساد متنكّرة. لم يسلم أي عضو من استعراضهم اللغوي، لا العيون ولا الفم ولا الشفتان، ولا الشعر ولا الخصر ولا النهد، ولا الأسنان ولا الحلمات ولا الرموش والحواجب. وكأنهم يسبلون كل صفات الجمال عن هذه الأعضاء، فلا تعود جميلةً أو معترفاً بجمالها إلا إذا كانت شبيهةً بشيء آخر. كل عضو يصبح أجمل إذا ما أصبح شيئاً آخر وعلى الأغلب ثمرة! هل حبة اللوز أجمل من العين؟ هل حبة الرمان أجمل من البزّ؟ هل اللؤلؤ أجمل من الأسنان؟ هل رائحة البشرة أجمل من رائحة العنبر؟ هل كوز الرمان أطيب من الثدي؟ هل الحرير أجمل من الشعر؟ هل القمر أجمل من وجه الحبيب؟

نساء يرفضن التغزّل بهنّ:

تقول كاتبة عربيّة شهيرة: “شبّهني أحد الشعراء مرةً بالفراشة!!! نظرت إلى كلمات التشبيه تلك التي وصلتني بواسطة رسالة على المسنجر، وحاولت أن أتكهن إن كان جاداً في تشبيهه هذا أم ساخراً. تمنيت أن يكون ساخراً كي يجنّب نفسه سخريتي من تشبيهه. وتضيف ساخرة: أنا فراشة؟ متى حدث هذا التحول؟ وأين كنت أنا حينها؟ أنا لا أطير، أنا أصلاً أمشي بصعوبة. وبإمكان مدرب الرياضة أن يؤكد له أنني لست بخفة الفراشة ولا بوزنها، ولست بهشاشتها كذلك ولا رقتها ولا سذاجتها. أنا أفوقها جمالاً بأشواط ضوئية. ثم قلت في نفسي: لا بد أن يكون شاعراً أو يطمح إلى هذه الصفة، ويظن أنه سيقطفني بهذا التشبيه وستحمرّ وجنتاي خجلاً وسأشكره وأرسل له وجوهاً صفراء مبتسمةً ومتصيدةً المزيد من التشبيهات. أنا فراشة يا… شاعر؟ شُبّه لك فقط!”.

ولم يكتفِ بعض الشعراء بتلويث الشعر، بل لوّثوا أجيالاً من الشباب الذين اتخذوا منهم مراجع، حتى ظنوا أن الشعر يقتصر على البلاغة، والبلاغة تقتصر على التشابيه والاستعارات، وأن الغزل لا يكون شعراً إلا إذا كانت الحبيبة عبارةً عن تشكيلة من الفواكه. ما الذي يريده الشعراء باللجوء إلى التشابيه والاستعارات؟ كل ما يصلنا عنهم عندما نقرأ لغتهم أنهم من دون شك كانوا طلاباً مجتهدين على الأقل في مادة اللغة العربية، وتحديداً في دروس البلاغة كالجناس والطباق والإستعارة، ولا يزالون حتى اليوم متمسكين بعلاماتهم العالية التي حصلوا عليها حينها، ويحاولون إثبات هذه الحقيقة التاريخية كل يوم، ومع كل قصيدة، وفي كل رسالة على مسنجر يرسلونها للنساء.

The Princess Magazine, Monthly Magazine in Huoston

© 2024 The Princess Magazine. All Rights Reserved. Design and Hosting by CodeYea.com

Sign Up to Our Newsletter