Skip to contentSkip to sidebarSkip to footer

عفراء الإدريسي قصة كفاح ونجاح مدربة المال والأعمال

عفراء الإدريسي قصة كفاح ونجاح مدربة المال والأعمال

كنّا سعداء بإجراء هذا الحديث المطوّل مع امرأة عربيّة مغربيّة من نوع خاصّ، وكلامها له وقع خاصّ حيث فيه مزيج من التحفيز على النجاح والتشبّث بالأمل ومجابهة المصاعب والعراقيل، وفيه إصرار وتحدّ وعزيمة.
في بداية حديثها مع مجلة “الأميرة” قدّمت لنا ضيفتنا نفسها قائلة إنّها امرأة مغربيّة تعتزّ بجذورها، وهي تنحدر من مدينة الرباط لكنّها عاشت ونشأت في مدينة العيون منذ سنّ الرابعة حيث انتقلت إليها صحبة عائلتها، وهي بنت لعائلة متوسّطة مادّيا ولها أخ وحيد، وحاليّا مطلّقة وتشتغل كسيّدة أعمال ومدرّبة في المال والأعمال. وأمّا عن دراستها فتقول ضيفتنا إنّها كانت تلميذة مجتهدة في بداياتها ثمّ تراجعت نتائجها في المرحلة الثانويّة ونالت شهادة الباكالوريا في شعبة العلوم التجريبيّة بدرجة متوسّط نظرا لصعوبة الحياة الاجتماعيّة خاصة بعد طلاق والديها.. وقالت ضيفتنا إنها عاشت عقدة فقدان الأب وتخلّيه عنها وعن أسرتها، فوجدت نفسها عدوانيّة وتفتعل المشاكل مع أصدقائها. وفي السياق ذاته أضافت أنّ علاقاتها بالرجال عموما اتسمت بعدم التفاهم ولذلك لم تنجح علاقتها الزوجيّة وفضّلت الطلاق كما وصفت علاقتها مع الرجل عموما بالعداوة بحكم افتقادها للثقة في الرجال وهي تعتبرهم مصدر غدر وخيانة وليس مصدر أمان ومحبّة. وتقول ضيفتنا إنّ السبب في ذلك هو ما فعله والدها الذي طلّق أمّها وانسحب من حياتهم بطريقة قاسية. واعتبرت أنّ المحيط الاجتماعي في مدينة العيون حيث نشأت ساهم في ما فعله والدها لأنّه لم يكن يقدّر حقوق زوجته وحقوق المرأة عموما، خاصّة أنه تزوّج دون مراعاة وضعيّته الأسرية. وكلّ ذلك شجّعني على العودة إلى مدينة الرباط لأدرس في الجامعة وأبحث عن شغل خاصّة أنه كان لديّ قناعة أن الدراسة لوحدها لا تحقّق طموحي ولا تكفي حاجتي بما أنني كنت بحاجة إلى تلبية متطلّباتي المادية للعيش في ظروف مقبولة. ومن هنا بدأت المغامرة وبدأت الأحلام تكبر، وأتذكّر أنّ أوّل وظيفة اشتغلت فيها هي عاملة بمركز نداء بمقابل ٣٥٠٠ درهم مغربي، وقد مكنتني هذه الوظيفة من تحسين قدراتي على التواصل خاصة أنني كنت “بنت شاطرة” للأمانة، ولذلك نشأت بيني وبين بعض الحرفاء خاصة في فرنسا علاقات مهنيّة. وقد تمكّنت من توفير مداخيل إضافيّة بفضل بعض الخدمات التواصليّة وذلك بمبالغ محترمة جدّا، وفي الأثناء رفضت أمّي إهمالي لدراستي الجامعيّة وتركيزي على الشغل خاصّة أن أغلب قريباتي استطعن الحصول على وظائف هامّة بفضل شهاداتهنّ الجامعيّة، ويبدو أنّ أمّي لاحظت نوعا من التحقير لي بسبب الفارق في أهمية الوظيفة بيني وبين بعض قريباتي. وهنا تقول ضيفتنا إنه لا أحد كان يؤمن بنجاحها في وسطها العائلي وكان الجميع يحتقر عملها في مركز النداء.. ولكن بفضل الله أثبتّ لهم عكس ذلك حيث دخلت عالم التجارة والبيع والشراء بما جمعته من أموال من عملي بمركز النداء، وتمكّنت بفضل موهبتي في العمل التجاري من مضاعفة أرباحي، وفي الآن نفسه ارتقيت في رتبتي كعاملة بمركز النداء ولم أشعر يوما بالندم على الانقطاع عن دراستي بل العكس حيث كانت لي فرصة لدخول عالم المال والأعمال والنجاح فيه والتركيز عليه إلى درجة أنّني نسيت الارتباطات والزواج وغيرها من الأمور. وتقول ضيفتنا إنّ فهمها لعالم المال والأعمال المرتبطة بمراكز النداء جعلها تفتتح فرعا في الدار البيضاء لزيادة الأرباح والمداخيل.


وتقول ضيفتنا إنّها في هذه الأثناء تزوّجت زواجا لم يدم طويلا لأنّ تفكيرها كان منصبّا على شغلها وتحقيق النجاحات المادية. وترجع فشل زواجها أيضا إلى عدم نضج زوجها وعدم تحمّله لمسؤوليّاته. وبعد طلاقها تقول إنّها تعرّضت لدرس آخر قاس وهو سرقة قاعدة البيانات في مركز النداء الذي تديره وتملكه. وقد عاشت أيّاما صعبة بسبب ذلك، وقرّرت إنهاء المشروع وخوض تجارب جديدة بعيدا عن مراكز النداء.
وإثر ذلك تعرّفت على رجل أعمال يهوديّ مغربيّ فاشتغلت معه في شركة اتصاليّة يملكها، وقد تمتّعت بجراية لم أكن أحلم بها بفضل ما وجده فيّ من قدرة على الإضافة والابتكار وحسن الأداء. وقد ساعدتني هذه الوظيفة على إنشاء علاقات مهنيّة واسعة وصداقات كبيرة منها ما ساعدني على فتح عدة مشاريع خاصّة في مجال الاتصال و الدعاية والإعلان، كما أسست شركة للرخام بالإضافة الى شركة تعنى بمنتجات التجميل المصنعة من مواد طبيعية كزيت الأرغان، ومعنى ذلك أنني كنت أجمع بين مهن مختلفة وكنت كلي عزيمة وإصرار على التقدّم في مجال المال والأعمال خاصة أنني كنت “حرّة” من كل الارتباطات العائليّة والاجتماعيّة.
وتقول محدّثتنا إنّ أبرز مجال تمكّنت منه وأبدعت فيه هو مجال الاتصال، وقد ساعدها على ذلك شخصيّتها التواصلية والمنفتحة. وتتقول ضيفتنا إنّها التحقت بمجال السوشيال ميديا بعد أزمة الكوفيد العالميّة، وأصبحت لها صفحات نشيطة جدّا في وسائل التواصل الاجتماعي وخاصّة على “أنستغرام”، وهو ما مكّنها من التواصل مع حرفائها ودعم أعمالها ونشاطاتها.
وحول ما إذا كانت تعتبر نفسها نموذجا وجب الاقتداء به، تقول ضيفتنا إنها لا تفضّل أن تكون نموذجا لأحد لأنه وجب أن نكون قدوة لأنفسنا وأن لا نقتدي فقط بالآخرين، فكما أضافت ضيفتنا “اريد من المرأة أن تعي أنها مكتملة، وهي خير قدوة لنفسها، وما يعنيني هو نجاحي ونجاح الجميع من حولي، وأن يسعى الآخرون أيضا إلى النجاح للارتقاء بأنفسهم وأن يعوا بأنه لا مستحيل في الوجود في ظل الاستعانة بالله”.
وتقول أيضا إنها تكون دائما سعيدة لكل نجاح تحقّقه المرأة العربيّة في أيّ مجال وفي أيّ مكان.
وفي موضوع آخر تحدّثت ضيفتنا عن اكتساب الطاقة للنجاح في العمل خاصة أنها أصبحت متخصّصة بارزة في هذا المجال بفضل قدراتها الإقناعيّة والتواصليّة الكبيرة، حيث تقول إنّها تؤمن فعلا بالطاقة وبالموجات الإيجابيّة، وهي تؤمن أوّلا بـ “طاقة القرآن” لأنّ فيها إقناعا بقدرة الكلمة على التغيير الإيجابي.. وترفض محدّثتنا في هذا السياق قدرة التدريب على تغيير الواقع دون أن يقترن بالعمل الجادّ لأنه لا يكفي للشباب بأن يستمع ويستمع ويخضع لدورات تدريبيّة في امتلاك الطاقة أن يكون مسكونا بروح البذل والجهد. وقد يتحوّل ذلك من وجهة نظرها إلى بيع للأوهام من قبل المدرّبين، وهو ما ترفضه رفضا قاطعا باعتبارها مدرّبة في المال والأعمال.
وفي حديثها عن كيفيّة اقتناص الفرص في بلد كبير مثل الولايات المتحدة الأمريكيّة، تقول ضيفتنا إنه فعلا تؤمن أنّ العيش في هذا البلد هو فرصة للمغتربين لصناعة الفرص وتحقيق المجد على المستوى الشخصي لكنّ ذلك صعب جدّا ويتطلّب عديد الأمور وبعض الصدف. وتقول إنّها قامت بزيارة إحدى صديقاتها بلوس أنجلوس، وهناك استطاعت ربط علاقات كبيرة في وقت قصير بفضل قدراتها التواصليّة وفهمها لشخصيّات الآخرين، وقد استغلّت صورتها ومظهرها وثقافتها للإقناع خاصّة أن قدّمت لهم فكرة جيّدة عن المرأة العربيّة وعن المنتجات المغربيّة. وهو ما أغرى بعض أصدقائها من ربط علاقات مهنيّة معها لترويج منتجاتها خاصّة أنّ عديد الحرفاء أصبحوا يبحثون عن الأمان قبل البحث عن المال.
ومن أهمّ النصائح التي تقدّمها ضيفتنا لسيّدات الأعمال هي عدم البحث عن المثاليّة أو النموذج الأمثل، حيث المطلوب هو البدء في إنجاز العمل وتركيز المشروع ثم يكون التفكير في التفوّق والمثاليّة واحتلال المراكز الأولى في المجال الذي نحن فيه، لأنّ النجاح هو طريق طويل ولا يأتي مرّة واحدة، وهنا يجب على الإنسان عدم التوقف وعدم التراجع أو الخوف من الفشل.
وختمت ضيفتنا حديثها قائلة” إنّ من خلقه ربّ عظيم لا يمكن أن يكون إلاّ شخصا عظيما”.

The Princess Magazine, Monthly Magazine in Huoston

© 2024 The Princess Magazine. All Rights Reserved. Design and Hosting by CodeYea.com

Sign Up to Our Newsletter