Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

هل يختفي الشرّ من العالم إذا حكمت النساء بدل الرجال؟

هل يختفي الشرّ من العالم إذا حكمت النساء بدل الرجال؟

تاريخ السلطة في العالم هو تاريخ رجاليّ، فمنذ القديم كان أصحاب السلطة، في الغالب، هم من فئة الرجال. أما النساء فقد كان حضورهنّ على كرسيّ الحكم قليلا. ويرى البعض أن الشر الذي يحدث في العالم منذ القديم سببه الرجال، حيث تسكنهم روح القتل والتدمير ولذلك لم يعرف العالم فترات استقرار طويلة، وكانت الحروب متواصلة منذ القديم.

وأمام هذه الحلقة السوداء التي يعيش فيها العالم بسبب سيطرة حكم الرجال وتقلّدهم للسلطة، يرى البعض أنه بات من الضروري منح السلطة والحكم للنساء في كل أنحاء العالم، وحجّة هؤلاء أنّ المرأة لن تتسبّب في اندلاع الحروب ولن تساهم في إشعال الفتن بين الدول، بل على العكس، فهي من وجهة نظرهم، ستسعى إلى إحلال السلم ومعالجة المشاكل السياسيّة بلغة الحوار والديبلوماسيّة وبذلك سيصبح العالم ورديّا!!

النساء والميل إلى السلم:

هذا الرأي أبدته عديد النساء الشهيرات في العالم، حيث دعون إلى إعطاء المرأة فرصتها في الحكم وتقلّد السلطة في كل بلدان العالم.. وتنحصر معظم المطالب والمقترحات في وضع حد لما يشهده العالم من عدم مساواة وتمييز ضد الآخر، فيما يتصدر المشهد الحلم بعالم مثالي رغم أن الظلم والقهر لن ينقطعا عن العالم بمجرد تولى النساء السلطة.

تقول الإعلامية البريطانيّة «بريدجيت كريستي» إن الأمور لا تعمل بشكل صحيح في العالم فى هذه الفترة، إذ تسوده حالة من القلق وعدم الاستقرار والفوضى، ففي كل يوم نطالع في عناوين الأخبار على سبيل المثال أن هناك صراعا ومنافسة بين الرئيس الأمريكي، ونظيره الروسي عبر شاشات التليفزيون في استعراض ما يملكانه من صواريخ وسلاح يستطيع تدمير العالم، فضلًا عن الهجمات الإرهابية التي باتت ظاهرة تتزايد وتتصاعد فى العالم بأسره.

أما عن إنجلترا وغيرها من الدول، فأجابت الإعلاميّة أنها لا تعرف على وجه التحديد كيف سيكون العالم إذا تولت المسؤولية النساء، ولكنها في الوقت ذاته تستطيع أن تتنبأ بأن هناك مؤشرات جيدة نتلمسها في حالات لنساء تولين زمام الأمور في دولهن، أو وصلن إلى مناصب قيادية، أو شاركن في صنع القرار، فالمجتمعات بالتأكيد سوف تكون أفضل، فلن يكون هناك عنف أو عدم استقرار، أو مجاعات، وبغض الطرف عمن يدير الأمور من الرجال والنساء، فإننا بحاجة ماسة إلى تغيير القيادة أو أسلوب الإدارة.

وفي السياق نفسه، تتنبأ الفنانة العالميّة «مارينا إبراموفيتش» بالكون الذي تحكمه النساء قائلة: «المرأة لن تكون ضحية، أو ضعيفة، ولن تهدر حقوقها مثلما هو الحال الآن، وبالتالي سوف يرفضن تعرض الآخر للظلم أو الإيذاء، فما تحتاجه النساء في العالم الآن أن يكنّ محاربات، ويعتمدن على أنفسهن كي يكنّ قادرات على حكم العالم.

هل يختفي الدمار باختفاء حكم الرجال؟

تحلق الكاتبة «راشيل هولمز» بعيدًا، فترى أن التفوق والقوة والسلطة القائمة المعتمدة على الجنس لا تعتبر أمرا صحيحا أو فكرة جذابة لأن النظام الذي يقوم على التمييز وعلاقات القوة غير المتساوية لا يمكنه أن يوفر المساواة للجميع، والأولى، بحسب «هولمز»، إجراء إصلاحات اقتصادية واجتماعية كي تتحرر النساء، كما أن مسئولية تحرير الرجال من الأفكار الأبوية والعنصرية تقع أيضًا على عاتق النساء.

وترى «شازيا ميزرا» الإعلامية الكوميدية البريطانية أن عدد القتلى سيكون أقل، فالعالم عندما تحكمه النساء، سيقل فيه العنف، فهذه حقيقة أن الرجال يقتلون أكثر من النساء، وسوف تمضي الأمور بشكل أسرع؛ حيث إن المرأة يمكنها أن تؤدي الكثير من المهام في وقت واحد وبشكل أسرع.

وتتوقع “كارولين لوكاس”، عضو برلمان بالمملكة المتحدة، حدوث فارق واضح في مراكز صنع القرار، مؤكدة أنه “عندما زاد عدد النساء فب البرلمان البريطاني استطعنا تمرير عدة قرارات وقوانين منعت التمييز بين الجنسين، فالتمييز الذي تحققه المرأة ليس على الصعيد السياسي فقط، بل على الأصعدة الأخرى في مجالات مختلفة.

وتضيف «لوكاس» أن تولى المرأة المناصب ليس هدفا في حد ذاته، بل هو إجراء أو جزء من حركة واسعة لتأخذ المرأة مكانها الصحيح وأن تكون على قدم المساواة مع الرجل.
وفي نفس السياق تقول الكاتبة «يونيو إريك-أودوري» بأن السؤال يتردد كثيرًا: ماذا لو يحكم العالم النساء؟ ويتردد بشكل أكبر في الدوائر النسوية التي تعمل بها، قائلة إن هذا السؤال عام وغير محدد، لأنه لم يحدد أي نوع من النساء المقصود؟ هل هن السود أم الشقراوات؟ هل هن ذوات الاحتياجات الخاصة أم السليمات المعافيات؟ فهو سؤال عام وغير محدد.
وتؤكد أن من يرددن هذا السؤال هن من الطبقة البيضاء القادرات على العمل والمشاركة، حيث إنهن حصلن على قدر عال من التعليم ولم يتعرضن للقهر أو الاضطهاد، وفى الوقت نفسه، ترى أن هؤلاء النسوة هن من يتفاخرن بما يصفنه انتصارات الحركة النسوية مثل حبوب منع الحمل، أو إدلاء النساء بأصواتهن في الانتخابات وهي أيضًا انتصارات طبقية.

The Princess Magazine, Monthly Magazine in Huoston

© 2024 The Princess Magazine. All Rights Reserved. Design and Hosting by CodeYea.com

Sign Up to Our Newsletter