Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

رجال لهم قلبان.. قلب يحبّ هذه المرأة والآخر يعشق تلك الحسناء !!

رجال لهم قلبان.. قلب يحبّ هذه المرأة والآخر يعشق تلك الحسناء !!

يُنعت الرجل في الكثير من الأحيان بأنّه لعوب في التعبير عن عواطفه، وعادة ما يكون غير صادق في الحبّ، ومن ذلك أنّه قد يرتبط بامرأتين في الوقت نفسه ارتباطا عاطفيّا وذلك دون علم إحداهما بالأخرى، فنجده يعبّر عن مشاعر لكلّ منهما، ويسعى بكل الطرق إلى إخفاء “جريمته العاطفيّة”..

لكن هل فعلا قد يقع الرجل في حبّ امرأتين في الوقت نفسه دون أن يكون ذلك نوعا من التلاعب بمشاعر النساء؟ سؤال يميل دائما إلى النفي لكن للحقيقة أبعاد كثيرة..

قلب ممزّق وموقف لا يمكن تبريره:

على ما يبدو فإنّ هذا الأمر وارد الحدوث بين الرجال، المتزوجين وغير المتزوجين على حدٍّ سواء، وهو ما يقول عنه المحلل النفسي الفرنسي جيرار لولو (مؤلف كتاب حُبّ للأبد): “إنّ وقوع الرجل في الحبّ تجاه امرأتين قد يبدو سهلاً؛ لكن أن يعطيهما أقصى طاقته ووقته وتفكيره ويخطط معهما للمستقبل ويواكبهما في مسيرة تطوّرهما، فهذا أمر لم أصادفه حتى الآن”. وعلى ما يبدو أيضاً، فإنّ هذا الأمر لا يقتصر على الرجال وحدهم.. ففي دراسة أجرتها مجلة (كوزموبوليتان) الأمريكية، أظهرت أنّ 60 في المئة من النساء الأمريكيات أشرن إلى إمكانية أن تحبّ المرأة رجلين في وقت واحد، وأنّ من بين كلّ 5 نساء هناك امرأة واحدة أحبّت رجلين في آنٍ واحد.

وفسَّرت الطبيبة النفسية راشيل موريس هذا بقولها: “إنّ بعض النساء يعتقدن أنّه يمكنهنّ الحصول على كلّ شيء في وقت واحد، وأنّهنّ إذا بذلن ما في وسعهنّ من جُهد سيحصلن على كلّ شيء”. ومن هنا، ربما إذا استطعنا فهم معنى الحبّ، يمكننا تفسير ما يجري في عالم المحبّين، ويصبح السؤال المطروح: “ما الحبّ؟”، وهو سؤال يحتاج إلى عشرات الصفحات للإجابة عنه؛ لكن أبسط تعريف قدَّمه (روبرت هيلنين) في كتابه (غريب في أرض غريبة)، وهو: “أنّ الحبّ هو تلك الحالة التي تصبح فيها سعادة شخص آخر ضرورة لك”.

مراتب الحبّ في القلب:

في لغتنا العربية، نجد الهوى أولى مراتب الحبّ، إلى أن نصل إلى الهَيَام في آخر درجاته مُروراً بالعشق والشغف واللوعة والجوَى، وغيرها من الكلمات التي تُعبِّر كلّ منها عن معنى مختلف ومُتميّز عن الآخر. أمّا الوقوع في الحبّ، كما يقول الدكتور خالد منتصر (طبيب مصري، وكاتب ومُقدِّم برامج)، فيكون “إمّا بمجرّد النظرة الأولى أو بالتدريج، وقد يستمر هذا التدريج في بعض الأحيان شهوراً وسنوات، أي أنّ مرحلة الوقوع في الحبّ ليست بالضرورة لحظة؛ لكن الوقوع في الحبّ عملية متدرِّجة غالباً تبدأ وتتم صياغتها بطرق كثيرة، أهمّها أن يكتشف الطرفان أنّهما متطابقان كفصائل الدم”.

أوهام وتصورات مزيّفة:

من الواضح أنّ ثمّة تبايناً في آراء الأشخاص العاديّين بخصوص هذه القضيّة، فكيف يُفسِّرها أهل التخصص؟ وهل يمكن بالفعل أن يحبّ الرجل أكثر من امرأة في الوقت نفسه؟ وما تأثير الحبّ الثاني إذا ظهر فجأةً في حياة الزوج أو الزوجة؟ هذا ما يجيب الدكتور في علم النفس أحمد عيد، قائلاً: “سأشير إلى مقولة أو مثل مصري اعتبره مفتاحاً، وهو: (القلب يحبّ مرّة واحدة والعين تعشق مئة مرّة)، فالحبّ الحقيقي يعني شخصاً واحداً في القلب، هو التعلّق الوجداني بالآخر، والذي يُفسِّره رفض زوجة تحبّ زوجها الذي يُسبِّب لها المشاكل أحياناً، وتشكوه لأهلها، وإذا طلبوا منها الانفصال عنه ترفض وتقول: (لا استطيع)، وغالباً ما تسمع زوجها يُردِّد العبارة نفسها: (لا استطيع)، وهذا هو الحبّ الحقيقي”.

ويتابع الدكتور عيد موضحاً أنّه “في المقابل، يوجد الحبّ الوهمي، وهو مثل الشخص الذي يفقد ذاكرته، غير مستقر، يدخل في علاقة امرأة ويتصوّر أنّه يحبّها، ثمّ يتركها ويرتبط بثانية وثالثة، وهذه الحالة يُطلق عليها (شخصية غير مستقرة انفعالياً)، على عكس الآخر الذي يتمتع بحالة من الثبات الوجداني”.

ويشير الدكتور إلى نقطة أخرى في تفسيره، وهي “أنّ أصحاب التفكير المنطقي، وهو أعلى درجات التفكير، يميلون إلى العقل أكثر من العاطفة، وهذه الفئة لا تقع في الحبّ مرّتين في وقت واحد، لأنّ أصحابها يُفكِّرون بعقلانية. أمّا أصحاب التفكير العاطفي، فإنّ العاطفة هي التي تتحكّم فيهم، وعندما يدخل الواحد منهم في علاقة، ويكون في الوقت نفسه يعيش علاقة حبّ مع زوجة ارتبط بها، أو زوج ارتبطت به المرأة، تكون هذه العلاقة مَبنيّة على الرغبة أوّلاً، ولا علاقة لها بالحبّ من قريب ولا من بعيد؛ لكن الإنسان هنا يوهم نفسه بأنّه وقع في الحبّ لكيلا يشعر بتأنيب الضمير، لأنّ لديه زوجة هي أُم لأولاده، أو أنّ لديها زوجاً وأباً لأولادها”.

ويُفضّل الدكتور أحمد عيد استخدام كلمة “الشخص”، تعبيراً عن الرجل والمرأة، وذلك في تعليقه على إمكانية وقوع المرأة في الحبّ كالرجل، ويقول: “هنا المعايير الاجتماعية لها دورها، والدليل أنّ المجتمع يقبل تعدُّد الرجل لأنّه شرعي، ولا يَقبَل أن يكون للمرأة حقوق الرجل نفسه في جوانب كثيرة من حياتنا؛ لكن ليس معنى هذا أنّ المرأة بعيدة عمّا يفعله الرجل عندما يُبرِّر لنفسه أكثر من حبّ في الوقت نفسه، فهي أيضاً تعيش الحالة نفسها لافتقادها شيء مُعيّن وتبرر هذا بالحبّ، وهذا مرتبط بافتقاد الإشباع عند الشخص، فهو يبحث عمّا يفتقده في حبّه الأوّل، ويجده في حبّه الثاني؛ لكنه ليس الحبّ الحقيقي”.

The Princess Magazine, Monthly Magazine in Huoston

© 2024 The Princess Magazine. All Rights Reserved. Design and Hosting by CodeYea.com

Sign Up to Our Newsletter