Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

“اللامبالاة.. أسلوب حياة من أجل سعادة مستحيلة !!

“اللامبالاة.. أسلوب حياة من أجل سعادة مستحيلة !!

قبل كل شيء، علينا أن نتساءل هل اللامبالاة مرادف لليأس أم أنّ كلاّ منهما له معان مختلفة؟ ثم هل اللامبالاة حالة نفسيّة أم موقف وجوديّ يتّخذه الإنسان كموقف من العالم؟

“الحياة صعبة”! جملة متواترة اعتاد الجميع تكرارها في مواقف عدة، مثل ندب الحظ التعيس، أو إظهار التعاطف مع آخر يمر بظروف عصيبة. وفي كلتا الحالتين، يكون وراء الجملة مرارة لا تخبو جذوتها بمرور الأيام والسنين. لكن الأصعب من هذا، والذي يجعل المرارة لاذعة لأقصى حد، مرور الإنسان بمواقف صعبة قد تودي بحياته دون أن يلقي له أحد بالاً، وكأنه شبح غير مرئي، لا يستحق أن يلتفت له أحد، أو أن يشعر به أحد. وإذا وجد من يشعر به، يصاب بالهلع، ويتركه على الفور. وقد يبرّر البعض أن سبب عدم المبالاة بمعاناة الآخرين انغماس الفرد في شئونه الخاصة، والتي لا تترك له فرصة يعبّر فيها عن نفسه ومشاعره، ناهيك عن الاهتمام بذويهم. ومن ثم، يتحول العالم إلى ما يشبه حديقة حيوانات كبرى، كل فرد من أفرادها مسجون في زنزانة ضيقة تدعى “الاهتمام بشئون الذات”، ومن ثم تنعدم لدى الأشخاص الرغبة في النظر إلى ما هو أبعد من حدود جسده.

اللامبالاة وعلم النفس:

تناول علم النفس ظاهرة اللامبالاة من زوايا عديدة وكان الدراسات حولها انطلقت مع فرويد مرورا بكل علماء النفس، ولكن النتائج كانت دائما مختلفة وهي مرتبطة بمدى تعقّد الحياة وبوضعيّة الفرد في مجتمعه. ولعلّ أكثر الزوايا طرافة في دراسة ظاهرة اللامبالاة هي كيفيّة التعامل مع الناس الذين يحاولون إفساد انسجامنا مع أنفسنا أو إلحاق الضرر النفسي بنا سواء عن قصد أو عن غير قصد.. ويوصي علماء النفس بما يلي لتجنّب الدخول في حالة مرضيّة من اللامبالاة:

  1. تراجع خطوة قبل الرد بأي شكل من الأشكال. إذا كان بإمكانك الانتظار يوماً أو نحو ذلك، خذ وقتاً إضافياً.
  2. كن مستمعاً أكثر ولا تقاطع. فكّر جيداً قبل الرد على شخص ما.
  3. ابتعد إذا احتجت أو إذا استطعت، خاصة إذا كان الموقف يتصاعد
  4. اجعل ردك واضحاً، ومتناسقاً، وموجزاً.
  5. تأكد من التنفس بشكل صحيح، وإذا لم تبدأ في التأمل، فعليك تجربته.
  6. ابتعد دائماً عن الشخص المزعج؛ لأنّه يأتي بطاقة منخفضة سوف تمتصّك معه.
  7. في عوالم التكنولوجيا حيث تسمح لنا هواتفنا الذكية بالاتصال بالبريد الإلكتروني والتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، احذر من إرسال رسالة نصية غاضبة، ومن الإفراط في التفكير وردة الفعل الغاضب، فإنها تستهلك الكثير من الوقت والكثير من العواطف.
  8. عندما تجيب شخصاً بلا مبالاة ويكون غاضباً أو يصرخ أو يكون لديه موقف فقط، فإن الرد بلا مبالاة هو أفضل نهج؛ نظراً لأن صوتك هادئ، ويتم تجميع أفكارك، وأنت من يتصرف بشكل احترافي، وفي النهاية سيحصلون على تلميح بأنه لا يمكنهم الدخول إلى عواطفك بسهولة وامتصاص طاقتك الإيجابية.

كيف تعرف أنك اقتربت كثيراً من إتقان فن اللامبالاة؟

  • لم تعد تأخذ الأمور بشكل شخصي.
  •  لقد توقفت عن مقارنة نفسك بالآخرين.
  • أنت تركز على أهدافك، ورؤيتك، وإنجازاتك، وما زلت بحاجة إلى تحسين أدائك حتى عندما تكون سعيداً لغيرك حتى إذا لم تكن قريباً من تحقيق أهدافك، ولست غيوراً أو حسوداً لغيرك.
  • عندما يتوقف الناس عن كونهم لطفاء، ويكونون غير مهنيين، ووقحين، ولديهم موقف فظيع، أو يتحدثون إليك بهذه النبرة غير اللطيفة وأنت لا تزال قادراً على الحفاظ على روحك الهادئة والاستجابة باحترام؛ فإنك متقن لفن اللامبالاة.
    وتظلّ أفضل طريقة لـ«اللامبالاة» هي فصل نفسك عن مشاعرك. حيث لا يمكنك إتقان شيء ما على الفور، ولكن تمكنك المحاولة بخطوة واحدة صغيرة في كل مرة؛ فهناك العديد من الأشياء التي يمكن العمل عليها ببطء مع القليل من التدريب كل يوم.

The Princess Magazine, Monthly Magazine in Huoston

© 2024 The Princess Magazine. All Rights Reserved. Design and Hosting by CodeYea.com

Sign Up to Our Newsletter