عندما نتكلم عن سرطان الثدي، لا بد ان نتكلم عن الوقاية منه. لا شك ان العلاج مهم جدا للشفاء من هذا المرض، ولكن يجب ان نعطي الوقاية الاولوية القصوى كما نعطي العلاج. من خلال الوقاية نستطيع ان نخفف نسبة الاصابة بالمرض او نستطيع اكتشاف المرض في مراحله الاولى بحيث تكون نسبة الشفاء عالية. ان نمط الحياة الصحي ان كان في الغذاء او الرياضة البدنية والحرص على الرضاعة الطبيعية من أهم سبل الوقاية والحد من نسبة الاصابة بالمرض. بالإضافة ان الكشف المبكر كالفحص الذاتي وفحص التصوير الاشعاعي (الماموغرام) يساهم بشكل كبير في اكتشاف المرض في مراحله الاولى ويساعد على ارتفاع نسبة الشفاء ويقلل من خطورة الموت في عمر مبكر ويحافظ على نوعية حياة جيدة للمريض. صحيح ان التقدم العلمي في الطب والتطور التكنولوجي ساهم في ارتفاع نسبة الشفاء وانقاذ حياة الاف الارواح، ولكن تبقى الوقاية عاملاً اساسيا في الحماية من هذا المرض والشفاء منه.
هناك عوامل عديدة تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي منها نوع الجنس، اذ ان النساء أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي من الرجال، البدانة وقلة الحركة، شرب الكحول، العلاج بالهرمونات البديلة، عدم إنجاب الاطفال او إنجاب الأطفال في عمر متأخر، التقدم في العمر، والتاريخ الوراثي للعائلة وغيرها من العوامل. يوصي الأطباء بالكشف عن سرطان الثدي بشكل دوري خاصة مع التقدم في العمر وفي سن الاربعين، وبحسب نصائح “جمعية السرطان الاميركية”، يجب اجراء الماموجرام للعثور المبكر على أورام الثدي سنويا من عمر ٤٥- ٥٤ عاما للأشخاص ذوي المخاطر الخفيفة وسنويا مع التصوير بالرنين المغناطيسي من عمر الثلاثين وما فوق للأشخاص ذوي المخاطر العالية كتاريخ العائلة الوراثي وغيره.
ليست كل الاورام سرطانية، ولكن يجب ان لا نتجاهل اي ورم ونراجع الطبيب لمعرفة وتحديد نوع هذا الورم. وفي حال اكتشاف ان الورم سرطاني عن طريق الخزعة وفحص عينة من نسيج الورم، يحدد العلاج الاكثر فعالية والمناسب له.
تتحكم الحالة الهرمونية لسرطان الثدي بمدى قابلية السرطان للعلاج، اذ تحتوي بعض الخلايا السرطانية على مستقبلات لهذه الهرمونات مثالا الاستروجين والبروجسترون وبروتين مستقبل عامل نمو البشرة البشري ٢ التي تنتج بالجسم وتكون حساسة لها وتساعد وجود مستقبلات هذه الهرمونات في عملية العلاج واستهداف السرطان، فاذا كانت مستقبلات الهرمونية إيجابية, فهذا افضل انواع سرطان الثدي لأنه يتفاعل مع العلاج الهرموني والعلاج الموجه، اما اذا كانت مستقبلات الهرمونات سلبية كسرطان الثدي الثلاثي السلبي الذي لا يحتوي على أي مستقبلات للهرمونات، بالتالي لن يستفيد من العلاج الهرموني او الموجه وهذا أخطر واسوء انواع سرطان الثدي واقلها نسبة للشفاء.
اختيار العلاج:
لا يوجد علاج واحدا مناسبا لجميع المرضى. اذ ان سرطانات الثدي ليست جميعها متماثلة والعلاج محدد ويختلف من شخص الى اخر ويعتمد على نوع المرض ومراحله. ومن هذه الاختيارات
لا يوجد علاج واحدا مناسبا لجميع المرضى. اذ ان سرطانات الثدي ليست جميعها متماثلة والعلاج محدد ويختلف من شخص الى اخر ويعتمد على نوع المرض ومراحله. ومن هذه الاختيارات
- الجراحة: تعتمد على نوع ومرحلة الورم فإما ان تكون الجراحة باستئصال الورم او الاستئصال الجزئي او الكامل للصدر
- الاشعة: تقوم بقتل خلايا السرطان او توقف نموها وقد تسبب في اثار جانبية في الجسم كالتهاب الانسجة والارهاق وغيرها من تغيرات في الجلد.
- العلاج الكيميائي: يكون بالحقن وأحيانا يأخذ بالفم ويساعد على قتل الخلايا السرطانية او توقيف تكاثرها. العلاج الكيمائي لا يؤثر في على الخلايا السرطانية فحسب، بل له تأثير سلبي على الخلايا السليمة دون التفرقة وله مضاعفات عديدة منها تساقط الشعر، الارهاق، قرحة الفم، الالتهاب، التقيؤ، انخفاض في كريات الدم وغيرها.
- العلاج الهرموني: بعض الهرمونات تساعد على نمو الخلايا السرطانية وهذا العلاج يمنع الهرمون من فعل ذلك. وهذا العلاج فعال مع مستقبلات هرمون سرطان الثدي الإيجابية.
- العلاج المناعي: يعالج باستعمال الجهاز المناعي للجسم اي انه يحفز الجهاز المناعي على محاربة خلايا السرطان
- العلاج المستهدف: هو علاج موجه للقضاء على الخلايا السرطانية على غرار العلاج الكيمائي الذي لا يميز بين الخلايا السرطانية والخلايا الطبيعية وله مضاعفات اقل من العلاج الكيمائي لان الاستهداف للخلايا محدد.