نكتب دائما عن العنف الاسري ضد المرأة وما يلحقها من تبعات نفسيه وجسديه في كثير من الأحيان، هذا فقط لان المرأة المعنفة هي الرقم الأكبر في الاحصائيات، لكننا لا نود ان نغض النظر، بل نريد تسليط الضوء على الرجل المعّنف، نعم فهناك اعداد كبيره من الرجال المعّنفون، الا ان الإفصاح عن حوادث التعنيف للرجال اقل بكثير عن مثيلاتها عند النساء، فالمرأه تقاتل من اجل سلامتها وحقوقها ، الا ان الرجل تمنعه كرامته و مكانته الاجتماعية ان يصرح بذلك . لذلك فأننا نستغرب عند سماع مثل هذه الحوادث، الا ان ما حدث مؤخرا مع أحد مشاهير هوليوود الممثل جوني ديب يجعلنا نلقي الضوء على حوادث الرجال المعنفون، عند سماع مقطعا صوتيا تتحدث فيه امبر هيرد الى جوني بأن لن يصدقه أحد لأنه رجل ” أخبر العالم جوني، أخبر العالم، انا، جوني ديب، رجل ابيض، انا ضحية للعنف المنزلي وانظر من سيصدقك، انظر كم من الناس سيقفون الى جانبك ” كانت هذه كلماتها وعند سؤال المحامون جوني.. بماذا اجبتها؟ قلت لها.. نعم، سأفعل.. سأخبرهم … كانت هذه الصافرة الأخيرة التي انهت بشكل استثنائي محاكمه جوني ديب و امبر هيرد التي طالت لسنوات والتي بدأت بعد طلاقهما بيومين فقط. فقد رفعت “هيرد” على “ديب” دعوى قضائية تتهمه فيها بالإساءة إليها عندما كان واقعًا تحت تأثير المخدرات والخمر، ورغم نفي “ديب” لهذه الادعاءات فإنه تم الاتفاق على تسوية مالية بمبلغ 7 ملايين دولار. الا ان “امبر” لم تكتف بذلك وفي عام 2018 كتبت “هيرد” مقال رأي في صحيفة “واشنطن بوست” تحكي فيه قصتها مع الاعتداء الجسدي، ورغم أنها لم تذكر اسم طليقها الهوليوودي فإن الجميع علم عمن تتحدث، وبناءا على ذلك رفع ديب قضية لإساءتها اليه ولسمعته، قائلا إنه بسبب هذه الادعاءات تضررت سمعته كما فقد العديد من فرص العمل، وطالب بتعويض قيمته 50 مليون دولار، فقابلته “هيرد” برفع دعوى مماثلة، ولكن مطالبة بتعويض 100 مليون دولار.

وابتدأت رحله المحاكمات منذ 2018 الا انها أصبحت في اوجها في ابريل الحالي، لتتكشف عن العديد من المعلومات الصادمة وكشف الأكاذيب التي قدمتها امبر ومنها صور لديب بأوضاع مخجله ليتفاجأ بانها كانت تصوره دائما.. لتصور للعالم بانه المعتدي، اخر الأدلة التي انكشفت كانت عن طريق شركه المكياج التي ادعت محاميه امبر انها كانت تستخدمه لتغطية كدماتها وجروحها طوال فترة زواجها من “ديب” ولكن الشركة أعلنت في فيديو، مدته 15 ثانية فقط، أن المنتج “الدليل” من إنتاج ديسمبر/كانون الأول 2017، أي بعد طلاقهما الذي كان عام 2016. تسببت امبر بقطع إصبع ديب برميها له بزجاجة قطعت طرف إصبعه، بينما كان ادعاؤها أنه هو الذي ضربها واعتدى عليها جنسيا وتسبب لها في عدة جروح الا ان شهادة الطبيب لم تكن في صفها. كما كشف فريق “ديب” عن مفاجأة أخرى تداولتها منصات التواصل بكثرة بعد نشرها، وهي دليل صوتي لمحادثة مسجلة بين الزوجين يظهر فيها صوت المدعى عليها جليا وهي تخبره أنها لم تكن تلكمه، بل كانت تضربه، وأنه شخص رائع، ولكنه يجب أن ينضج.

لنعد للأرقام حيث أظهرت الدراسات أن ما نسبته 25% من الرجال في الولايات المتحدة الأمريكية كانوا قد تعرضوا للعنف الجنسي في حياتهم تظهر الدراسات أن 16 رجلاً في إنجلترا قد توفي نتيجة للعنف الصادر من شريكهم أو شريكهم السابق مقارنة بـ 80 امرأة وذلك في عام 2018م وفقًا لبيانات مكتب الإحصاء الوطني (ONS)، كما أفادت منظمة (ManKind) المعنية لحماية ضحايا العنف المنزلي الذكور أن 95% من الرجال الذي تعرضوا للعنف المنزلي يعانون من الإساءة العاطفية، و68% قد عانوا من العنف الجسدي، و41% قد تعرضوا للعنف النفسي، إضافةً إلى أن 23% قد تعرضوا للتحكم المالي. لهذه العنف التأثير السلبي الكبير على الأسرة والأطفال بصوره خاصه كحال العنف ضد المرأة، وكما انه هناك خط ساخن وملاجئ للسيدات المعنفات، هناك أيضا خط ساخن وملاجئ للرجال الذين يفضلون الخروج من مثل هذه العلاقات المسمومة ليشقوا طريقهم مع شريك جديد من غير تعنيف. من جانبي انا … فأني اثني على شجاعة جوني ديب لوقوفه ضد الترهيب التي كانت تمارسه عليه هيرد، واثبات براءته من تهمها، وأيضا لعدم رد الإساءة والعنف بمثلها، بل فضل الخروج من هكذا علاقه…